روايات شيقه

قصة ارض بور الفصل 3

ذهبت رهف الي بيت والدها وكان رؤوف وزوجته سهير وكذلك رغدة وزوجها عبدالله واولادهم عندهم وكان عبد الرحمن يحدثهم

– قومي يا شروق كلمي رهف قولي لها تيجي هي وجوزها شوية البت دي وحشتني قوي ومش عارف ليه حاسس ان فبها حاجة ومخبية عليا وقبل ان تنهض يستمع لجرس الباب المتواصل فجروا جميعاً على الباب بسبب الطرقات على الباب وصوت الجرس ليفتح رؤوف الباب ويجد امامه رهف والدموع تغرق وجهها وعلامات الضرب على وجهها ظاهرة بقوة وفور ان رأته رهف وقعت في احضانه مغماً عليها ليحملها أخيها ويضعها على الأريكه والكل حولها وحاول هو ووالدته افاقتها حتى فاقت وارتمت في أحضان امها وهي تبكي وتركها الجميع حتى هدأت ونظر لها والدها وقبل ان يتحدث استمع للباب مرة أخرى وعندما فتح عبدالله الباب وجده رأفت وزوجته وبناته فأدخلهم وفور ان دخل وشاهده رؤوف كاد يتهجم عليه وهو يصرخ به

– الحيوان اخوك اللي عمل فيها كده وديني لأجيب أجله ليصرخ به عبدالرحمن
– اهدي يا رؤوف لما نسمع اختك والتفت ينظر لأبنته بعد أن طلب من رأفت الجلوس اتكلمي يارهف احكي كل حاجة يابنتي علشان تفهم

لتقص رهف عليهم كل ماحدث لها من تقطيم عمها لها بعد اول شهرين من الزواج لاجباره لها أن تذهب الطبيبة بعد ست شهور و بقوله هو وابنته عليها أرض بور وانه يبحث لأبنه على عروسة انتهاءً بصفعة حازم لها أمام الجميع ليقف رؤوف ويتجه لأخته مقبلاً رأسها

– قبل ما اخد حقك من الحيوان اللي متجوزك عايز اعرف انتي عايزة ايه وانا ح اعمله لك ياقلب اخوكي نظرت رهف له ودموعها تتساقط
– على قد ماحبيت حازم وعلى قد ما استحملت منه كتير على قد ماكرهته واستحالة ارجع له انا عايزة أطلق يا رؤوف لتشهق الأم وتحدث ابنتها
– يابنتي ده انتي ماكملتيش سنة جواز لتنظر لها ابنتها بحزن
– قلت لك مش مرتاحة حاسة في حاجة قلتي لي علشان دنيا حديدة لكن اتارى قلبي حاسس انا لايمكن ارجع له سامعة يا امي لا يمكن ارجع له قول لأخوك يارأفت اني لايمكن اسامحه لينكس رأفت رأسه
– هو عارف يا رهف حازم بيموت بعد ما مد ايده عليكي ولما قلت له يجري وراكي قالي رهف لايمكن ترجع لي واتخانق مع ابوه وطلع شقتكم لتصيح بقهر
– اللي كانت شقتنا اخوك خلاص انتهى بالنسبة لي انا أما والدك قوله رهف بتقولك كتر خيرك بس ربنا مش ح يسيب حقي

ليقف والدها بعد أن تمالك نفسه واقترب من ابنته مقبلاً رأسها بحب ومحتضناً اياها

– وحياة كل دمعه نزلت من عينك ووحياة كل كسرة شفتيها ليكون حقك عندك النهاردة اما موضوع الطلاق انا معاكي يابنتي بس ح اطلب منك طلب ادي لنفسك اسبوع تهدي لقيتي انك قادرة او عايزة تكملي يبقى ح أدبه الأول وبعدها يسيب بيت عيلته ويجيب لك شقة بعيد عنهم لقيتي انك مش، قادرة يبقى استحالة تباتي على زمته تاني بعد الأسبوع ده يابنتي انا مايهمنيش الناس انا يهمني انتي واخاف اجري في طلاقك دلوقتي بعد ماتهدي تندمي ايه رايك في كلامي نظرت له ابنته وهي تضع رأسها في احضانه
– موافقة يابابا بس، مش عايزاه لا يكلمني ولا اشوفه محتاجة افكر لوحدي
– ماشي يابنتي دلوقتي ادخلي خدي دش وارتاحي في اوضتك معاكي اختك ووقف يالا يارؤوف معايا يا عبدالله وانت يا رأفت
– معاك طبعا ياعمي ولعلم حضرتك انا خلاص تعبت من كتر ضغط بابا على صفاء مش قادر يفهم اني السبب في خلفة البنات النهاردة واحنا جاين على هنا عديت على بيت الحاج رضوان واجرت الدور اللي لسه موضبه وح انقل فيه من بكره انا وصفاء والبنات انا مش مستغني عن مراتي نظر له عبدالرحمن وربت على كتفه
– راحل يابني خليكي ياصفاء هنا انتي والبنات مالوش لازمه تكونوا هناك دلوقتي لتنظر له صفاء
– امرك يا عمي

نهضت رهف بمساعدة اختها وصفاء وذهبت لغرفتها وقامت شروق بتحضير بعض الطعام لها وقامت رهف بأخذ حمام وخرجت لتنام في الفراش وكانت رغدة تضع على وجهها بعض الكريم المهدئ حتى يهدئ الاحمرار وصفاء تجلس أمامها لتطعمها اما والدتها فجلست بجوارها تحتضنها واقبل رأسها


وصل عبدالرحمن ورؤوف وعبدالله ومعهم رأفت لمنزل اخوه وصعد ليجد الباب مفتوح وهو يجلس وبجواره ابنته التي تغذي عقله انه تصرف التصرف الصحيح وانها سوف تعود لهم مذلولة فلن تستطيع طلب الطلاق ولم يمضي على زواجهم عام وفوجئوا بدخول عبدالرحمن ومعه الثلاثة ليقف أمام اخيه

– يااااااااااه لأول مره اعرف انك ناقص وواطي وانك استحالة تبقى تربية امي وابويا تعمل كده في عرضك ولحمك تعمل كده في بنت اخوك بنتي عارف انها سليمة وداير تشنع عليها انها ارض بور انت والحيوانة بنتك لتتكلم شهيرة
– ايه ياعمي مالك داخل حامي علينا كده ليه بنتك اللي غلطت في اخويا وقالت له انك مش راجل ايه من حقه يأدبها ويكسر دماغها وقبل ان تكمل كان رؤوف يصفعها على وجهها مرة وراء مرة وهو يصرخ بها
– بس ياحقودة طول عمرك عندك حقد وغل عليها علشان الكل بيحبها ومحدش بيطيق يتعامل معاكي كنت بسكت وبعدي وبقول معلش استحمل بنت عمك لحمك ودمك لكن اللي زيك مايعرفش يعني ايه اهل اللي زيك مسيره يقع ويداس عليه بالرجلين لينظر له عبدالرحمن
– خلاص يا رؤوف بزيادة يابني اللي زي دي ماتستهلش الكلام بس بكرة تندم يا اسماعيل ويوم ماتيجي لي تطلب السماح ح اقولك معرفكش نادي لي ابنك اللي كنت فاكرة راجل وسلمته الجوهرة بتاعتي يحافظ عليها بس ياخسارة طلع مايعرفش يعني ايه رجولة كان حازم قد استمع لصوت عمه وصراخ والده فنزل وحده واستمع لكلماته وهمس بحزن والدموع تغرق وجهه

– افندم ياعمي حاول رؤوف التهجم عليه ولكن وقف أمامه ابوه ونظر له
– يابني مهما كان ابن عمك ولو مديت ايدك عليه عمركم ما ح تتصافوا ليبتسم عبدالله بخبث ويقترب من حازم ويصفعه بقوه حتى أنه كاد يقع أرضاً لولا أمسكه رأفت وهمس
– بس انا ماليش في القرابة دي ورهف اخت مراتي الست الملكة اللي متوجه في بيتي ولما اشوف دموعها على خدها بسبب اللي حصل لاختها مابقاش راجل لو ما اخدتش حقها اه اخوها كفيل يموتك وكان عايز يعمل كده بس انت ماتستهلش يروح في داهيه بسببك ليضع عبدالرحمن يده على كتف عبدالله
– كده حق بنتي رجع لها منك ومن الحيوانة اختك ولعلمك مش علشانك لكن علشان بنتي انا اديتها اسبوع من النهاردة تفكر لوحدها لا تكلمها ولا تهوب ناحية البيت وبعد الاسبوع لو فكرت ترجع لك مش ح تعيش هنا عايزها يبقى في بيت بره ليصيح أخوه
انت عايز تبعد ابني عني ياعبد الرحمن ده لبعدك لينظر له عبدالرحمن بإحتقار
– ده اللي عندي يابن امي وابويا لو بنتي حبت ترجع يبقى مش في البيت ده لكن لو رفضت الرجوع اسبوع وساعة ح تكون مطلقها عجبك على كده ماشي الحال مش عجبك اطلع على المأذون دلوقتي وطلقها لينظر له حازم بألم
– حاضر ياعمي وانا تحت أمرها ياريتها توافق ترجع ولو عايزة تمشي من البلد ح اخدها وامشي وح اعملها اللي هي عايزاه بس ترجع لي ياعمي انا عارف انها صعب ترجع عارف اني هنتها ودوست عليها علشان كده عارف انها مستحيل ترجع بس بتمنى من ربنا ترجع ارجوك ياعمي ساعدني ترجع لي وانا ح اعملها كل اللي عايزاه ليصرخ له والده
انت مجنون عايز تسيب البيت علشانها والله لو خرجت من البيت لا انت ابني ولا اعرفك فاهم وح تتجوز وتخلف الولد اللي يشيل اسمي بدل اخوك اللي خلفته عار وكلهم بنات

ليقف رأفت ينظر له بذهول ودموعه تترقرق في عينه

– من ساعة ما اتجوزت وانا مستحمل كلامك واهانتك ليا ولمراتي وانت عارف ومتاكد اننا السبب في خلفة البنات ولا الاولاد لكن ازاي لازم تهين وتجرح ومش مهم اللي ادامك مش انا خلفتي عار اديني سبتها لك ومشيت اشبع ببيتك اللي ساكنه ياوالدي دور وشوف ناوي تدمر حياة مين تاني لكن انا ح انفد بجلدي انا ومراتى واميراتي اللي ح يدخلوني الجنة عن اذنك ياحاج

ليتحرك رأفت ولكن يستمع لوالدته تصرخ باسمه فيتوقف ويلتف ينظر لها انجري عليه

– ح تروح فين يابني ح تبعد عني انت وحبيباتي طيب اعيش ازاي وانت وهما ورهف ح تبعدوا ح اعيش مع مين ليصرخ بها زوجها
– سيبيه خليه يمشي ويشوف ح يعيش ازاي مش خرجت من هنا مالكش حاجة عندي لا انت ولا هما ولا حتى هدومكم

لينظر له ولده على كم جحوده ولكن يتدخل عبدالله للمرة الثانية وكان يتميز بقوة بنيانه ووجهه الذي يتحول عندنا يغضب الي وجهه يحمل الكثير من القسوة ليقف بقوه أمام اسماعيل وينظر لرأفت

– روح يارأفت هات عربية وحمل كل حاجتك من الشقة حالاً ويبقى يفرجني الحاج اسماعيل ح يقدر يعمل ايه لأن قسماً بجلال الله انا لما بتقفل مابشوفش ادامي ويستحسن ياحاج تقعد مكانك كده وماتتحركش علشان منظرك أدام نفسك مايبقاش وحش روح يارؤوف معاه ولو عايز تمشي ياعمي انا كفيل اسد في الليلة السوداء دي خلينا نخلص لينظر له عبد الرحمن
– انا معاك يابني روح يارؤوف مع رأفت ليقف حازم أمام اخوه
– ح تسيبني وتمشي يا رأفت ليبتسم رأفت بحزن
– استحملت كتير ياخويا ومراتى استحملت سم بدن كتير وعلى رأي رهف كان بيدوس عليها بقوة علشان عارف انها وحيدة وانا كنت قادر اصبرها لكن مش ح استحمل يدوس على بناتي لما يكبروا لا ياحازم مش ح استنى خليني امشي من هنا احسن وح ادعي لك رهف تقدر تسامحك لتصرخ والدته
– استنى يا رأفت انا جاية معاك يابني انا ماليش مكان في البيت ده انا غلط لما استمريت مع ابوك وكل اللي في دماغه ان حد منكم يجيب الولد خليك قاعد بقى مع بنتك اللي خلتها اتمرعت على الاكل واديك فضلت وراء ابنك لما خربت بيته



انصرف الجميع بعد أن حمل رأفت كل شئ في شقته وذهب بها إلى المنزل الذي قام بتأجيره وذهبت شوقية مع ابنها وصعد حازم للأعلى وظل اسماعيل يجلس مكانه وبجواره ابنته التي اخذت تزيد من غضبه على رأفت وتحدث والدها انه يجب عليه أن يضغط على حازم ليتزوج غير رهف وفي ذلك الوقت رن هاتفها بالغرفة فـ استأذنت والدها ودخلت غرفتها لترد على الهاتف فوجدته شريف الذي تحدث معها وهو يمثل الحزن منها انها لم تسئل عليه

– معلش ياشريف غصب عني بس عندي شوية مشاكل في البيت ليرد وهو يتصنع الألم
– براحتك يا شهيرة بس كان نفسي اشوفك قبل ما اسافر لتصرخ شهيرة
– تسافر! تسافر فين ياشريف رد شريف بصوت مبحوح
– ح اروح اقعد عند خالتو في القاهرة علشان تاخد بالها مني محدش هنا بياخد باله مني غير الست اللي، قاعدة في البيت مقدرش احمل عليها لا بتقراء ولا بتعرف تديني الدواء لتهمس شهيرة
– خلاص يا شريف انا ح اجي لك وح اخد بالي منك ماتخافش بس، بليز خليك هنا بلاش تسافر ليبتسم بشر
– طيب ح تيجي امتي لتتحدث شهيرة بخفوت
– بكرة ان شاء الله ماشي حبيبي ليهمس
– ماشي حبيبتي ح استناكي ماتتأخريش عليا
– حاضر حبيبي سلام دلوقتي ليرد شريف بخبث
– مع السلامة حبيبتي

انتهى اليوم وتفرق الجمع وذهب رأفت ليقضي ليلته في بيت عمه حتى ينتهي من ترتيب المنزل الذي أخذه وظلت رغدة وزوجها بجوار اختها وأتت لهم أيضاً عنايات سريعاً وأخذت تحتضن رهف وهي تربت على ظهرها بحنان وتحدثها بهدوء حتى شعرت بها نامت وأتى الصباح وانصرف اسماعيل الي عمله اما حازم فقد قدم طلب اجازة من عمله وظل في شقته فـ تحركت شهيرة الي بيت شريف والذي كان يجلس في الفراش وفور ان دخلت شهيرة الي البيت انبهرت بكل مافيه من تحف واشياء كثيرة جميلة وأوصلتها المرأه الي جناح شريف وفور ان دخلت وجدته بنام في الفراش وصدره عاري تماماً وجلست جانبه تنظر لجناحه الرائع وكان يشعر بها شريف ولكنه يمثل النوم وبعد قليل استيقظ وهو يهمس بأسمها لتقترب منه وهي تهمس

– نعم حبيبي انا جانبك اهو

فيفتح عينه ويحتضن وجهها بيده ويبث لها بعض المشاعر الكاذبة التي جعلتها تذوب بين يديه وتنسى كل شئ حتى نست نفسها ومضى اليوم وهي بين احضانه وانتبهت بعد أن انتهى كل شئ ووجدت نفسها فقدت اعز ماتملك وهي بين احضانه فنهضت وهي تشعر بالخوف والقلق وتنظر لشريف

– شريف ايه اللي حصل ده يالهوي اهلي انت لازم تتصرف ابويا واخواتى لو عرفوا ممكن يموتوني لينظر لها شريف بتعالي وهو ينهض من الفراش يرتدي ملابسه
– وانا مالي انا كنت ضربتك على ايدك انتي جاية بمزاجك ياشاطرة ومافيش حاجة حصلت غصب عنك كله كان بيرضاكي وموافقتك ده انتي اليوم كله هنا ولو فكرتي تقولي غير كده الفيديو بتاعك ح يظهر على النت في ثواني بس اوعدك لو حبيتي تكرريها تعالي بصراحة بسطيني قوي وانا اوعدك محدش يعرف لتنظر له شهيرة بذهول ثم تصرخ به
انت مجنون شريف انت لازم تتجوزني ليضحك شريف بصوت عالي ويمسك بيدها بقسوة
– شكلك مجنونة بقولك ايه مش عايز دوشة يالا خدي بعضك وامشي مش ناقص دوشه انا…. كفاية عليكي الوقت ده كله ودفعها خارج غرفته لتصعق شهيرة مما حدث فهذا هو الشاب الذي فعلت الكثير حتى تصل اليه ماذا ستفعل الان بعد أن حدث ماحدث واستمتعت لصوته بالداخل وهو يخبرها اذا خرج ووجدها سوف يكمل ما حدث بينهم فأخذت متعلقاتها وخرجت تهرول من بيته ودموعها تغرق وجهها شاهدها صديقه وجهاً لوجه واخذ يضحك وهي تبكي وأقترب منها

– والله وشريف كسب الرهان ابقى بطلي تبصي فوق ياشاطرة وضحك وانصرف من أمامها للداخل وبصوت مرتفع انا موجود برضه يا شهيرة لو حبيتي وانا وشريف أصحاب لتجري شهيرة من أمامه وتذهب الي منزلها وتحمد ربها ان لم يراها احد وجرت لغرفتها وهي تبكي وتضرب بيدها على وجهها وتندب حظها العاثر الذي اوقعها مثل هذه الواقعة لتتذكر كلمات رهف وهي تخبرها في يوما ما

– كما تدين تدان يا شهيرة خلي بالك ربنا مش بيسيب حق مظلوم

فأخذت تبكي فهي ظلمت رهف وتعمدت اهانتها واحراجها وكانت تتحدث عنها مع الكل



مر أول يومان من الأسبوع وكانت خلالهم رهف تمكث في غرفتها ولا تجلس معهم بالخارج وفي اليوم الثالث على الإفطار شاهدوا باب غرفتها يفتح وتخرج منها وعلى وجهها شبه ابتسامة والقت الصباح على والدها ووالدتها واختها التي انتقلت لهم حتى تجلس مع اختها وكذلك زوجها وجلست رهف بجوار والدها الذي قبل رأسها وهو يربت على يدها

– نورتي الدنيا ياقلب ابوكي ابتسمت رهف برقة
– ربنا مايحرمني منكم يابابا لتنظر لها والدتها بحب
– انتي كويسة يا قلبي نظرت رهف لها وابتسمت
– الحمدلله يا ماما زي الفل طول ما انتم جانبي ومعايا وحملت عبير من على يد عبدالله وهي تنظر له بإحترام عرفت كل اللي عملته ياعبدالله مانحرمش منك ياخويا بس هات البنت بقى انا مش بعرف العب معاها وانت هنا ايه بتلزقها في ايدك خف شوية بقى علشان ماخدهاش واهرب

ليضحك الجميع على محاولتها الخروج مما تمر به واكملوا طعامهم بين مناغشة رهف لعبير وصوت ضحكات عبير الذي يجعلهم يبتسمون من قلوبهم وبعد انتهاء الإفطار نهضت رهف وجلست مع ابيها وزوج اختها وبعد قليل حضر اخوها أيضاً وجلس معهم ونظر لأبيه

– فاكر يابابا الحاج أحمد عبد القادر النوري الله يرحمه لينظر له أبيه وهو يبتسم
– الله يرحمه حبيبي كان من أشرف واحسن الرجالة ياااااااه قطع بيا بجد سبحان الله رغم انه كان راجل غني جدا الا انه كان متواضع وخلوق بس ايه اللي فكرك بيه
– ابدا كنت امبارح راجع من الشغل لقيت شغل جامد قوي في السرايا والأرض والمزرعة وناس كتير اتخضيت وافتكرت انهم باعوها ولما قربت شفت أدهم ابنه ليتعجب عبدالرحمن
– يااااااااااااااااااه أدهم الواد ده اختفى بقى له ٣ سنين وبعدين عرفك ضحك رؤوف
– طبعا يابابا حضرتك ناسي انه كان صاحبي المهم وقفت اتكلمت معاه وعرفت انه رجع خلاص علشان ينفذ وصية ابوه ويحول الأرض والمزرعة وكمان ح يعمل اسطبل خيول عربي عايز يعمل مزرعة نموذجية من كل حاجة وماشاء الله جايب عمال وبيشتغلوا من نار لأنه عايز يلحق يخلص ويبدء قبل مامته ماتنزل بعد الحمدلله ما ربنا مَن عليها بالشفاء

كانت رهف تستمع لكلام أخيها وكلام ابيها وهي تبتسم واقتربت من والدها تجلس بجواره فشعر بأنها ترغب في قول شئ فوضع يده على كتفها وابتسم

– انا ليه حاسس انك اخدتي قرارك يارهف لتنظر له رهف وتبتسم بحزن
– لو عليا يابابا انا اخدته من اول يوم بس سمعت كلام حضرتك وح اكمل الاسبوع بس انا ليا طلب تاني عند حضرتك ليربت على ساقها
– قولي ياقلب ابوكي عايزة ايه احتضنت رهف يد والدها وقبلتها وهي تبتسم
– عايزة اشتغل يابابا حضرتك عارف انا كنت شاطرة ازاي في الكلية وازاي كنت بعمل ابحاث واخدت عليها جوايز من الجامعة لينظر لها والدها وهو يشعر ان ما حدث لها قد غيرها تماماً لتكمل هي يابابا طالما تعرف صاحب المزرعة ده ممكن تطلب منه اشتغل معاه اكيد ح افيده وح استفيد لينظر الاب لأبنه وزوج ابنته ليبتسم عبدالله
– تسمح لي اتكلم ياعمي ليشجعه عبدالرحمن
– اتفضل ياحبيبي انت في مقام اخوها
– سيبها ياعمي تشتغل لازم تثبت نفسها علشان ان فكرت ترجع لحازم يبقى عارف حدوده بعد كده لتبتسم رهف وهي تتحدث بصوت عالي دون أن تشعر
– ايوة لازم اثبت نفسي علشان تحرم تقولي بتاعة الخضار والفاكهة لينظر لها والدها بذهول
– انتي بتكلمي عن مين يابنتي لتحني رهف رأسها وتخبرهم بما كانت تقوله لها شهيرة ليتعجب الجميع ويضحك رؤوف
– البت دي مريضة وربنا بقى انتي بتاعة خضار وفاكهة وهي ايه نسيت نفسها بتاعة معهد السنتين لا اله الا الله انا كمان يابابا رأي من رأى عبد الله وبعدين أدهم مش غريب عنا لينظر لهم عبدالرحمن بتوتر
– ايوة ياولاد بس مفكرتوش لو رهف رجعت لحازم مش عايز اتفق مع أدهم ويعتمد عليها وهي بعدها تخلف الكلام وقفت رهف ونظرت لوالدها بعيون غائمة بسحابة من الدموع
– بابا حتى لو فكرت ارجع لحازم انا ح افضل اشتغل لازم اثبت نفسي لنفسي الأول بابا بعد اذنك وافق ليبتسم عبدالرحمن بحزن على شعوره بألم أبنته
– حاضر يابنتي بعد المغرب ح أروح لأدهم وأن شاء الله يوافق ثم أبتسم هو اصلا يطول ان المهندسة رهف عبدالرحمن تشتغل معاه

ليضحك الجميع وتجلس رهف بين والدها ووالدتها والاثنان يحتوانها في أحضانهم ومضى الوقت بين ضحكهم ولعبهم مع عبير حتى ذهب عبدالرحمن ومعه رؤوف وعبدالله الي أدهم الذي استقبلهم بترحاب شديد فهو صديق لـ رؤوف ووالده رحمه الله عليه كان صديقاً لـ عبد الرحمن وكان يعرف عبدالله أيضاً جلسوا جميعا معاً وهم يضحكون ويتذكرون الأيام الخوالي حتى اخبره عبدالرحمن بما حدث لـ رهف وما انتهى اليه أمرها ورغبتها في أن تنزل الي معترك الحياة العملية وبشهادتها التي كانت بارعة فيها وبالفعل وافق أدهم وهو مؤيد لرغبتها وأخبرهم أن تأتي له في الصباح الباكر ومضى الوقت وبعد فترة طويلة انصرفوا جميعا تاركين أدهم وحيداً وعادوا الي البيت وأخبر عبدالرحمن رهف بما حدث وفرحت انها سوف تذهب للعمل وبعدها انصرف كلا الي غرفته


في غرفة شهيرة تجلس على فراشها وهي تبكي بشدة على مافعلته بنفسها وعلى تلك الفضيحة التي وضعت نفسها بها وماذا سيفعل أهلها اذا علموا ما حدث وهل ستسطيع ان تقنع شريف ان يتزوجها ام انه سيفضحها
اما بالخارج فيجلس اسماعيل وهو متجهم الوجه فزوجته قد تركته وذهبت مع ابنها بعد كل هذا العمر بينهم واخذ يحدث نفسه هو لم يخطئ هو يريد حفيد يحمل اسمه واسم عائلته حتى يظل الناس يذكرونه
اما بالأعلى يجلس حازم وحيدا في غرفته هو ورهف وهو يمسك إحدى ملابسها وينظر الي صورتها أمامه يحدثها

– حقك عليا يا رهف حقك عليا حبيبتي معرفتش احميكي واحافظ عليكي من تعنت بابا ضيعتك بأيدي يارب تهدي يارهف وترجعي لي وانا اوعدك مايحصلش اي حاجة تاني تتضايقك ليضحك بصوت باكي بس ح تهدي ازاي وترجعي ازاي وانا زعقت فيكي وضربتك أدام الكل قلبي حاسس انك مش ح ترجعي تاني قلبي حاسس اني السبب في عدم الخلفة قلبي وجعني قوي يارهف يارب ساعدني وخليك معايا
لم يشعر اسماعيل انه السبب في هدم تلك الحياة كلها ابتعد عنه ابنه وتركته زوجته وهدم حياة ابنه الاخر واضاع ابنته بدلعه لها

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى